الخميس، 30 يناير 2014
2:48 م

ليالي ندرومة في الصيف

أثناء تواجدنا بشاطئ سيدنا   يوشع في اطارجولتنا الصيفية عبر المواقع السياحية المحاذية للبحر.. دعانا بعض الأصدقاء لحضور حفل زفاف بمدينة ندرومة. و كان ذلك بالنسبة لنا فرصة لملاقاة أقارب لنا و أصحاب قدماء.. و أيضا للاستماع الى أغاني جميلة من الطرب الأندلوسي و الحوزي.. من تأدية مطربين ماهرين من المدينة نفسها




 
 و قبل أن أصف لكم مختلف مراحل »العرس » في تلك العشية.. يستوقفني شعور غريب كلما زرت تلك المدينة الطيبة و كأن الذرات و العناصر الأساسية و الهامة لجسمي و روحي تنتعش بشكل أكثرو تنتشي من الأجواء العذبة لهذه المنطقة العريقة.. فينفتح  قلبي لكل النفحات و الأنفاس الخفية التي تهب من عدة أماكن.. أو بالأحرى من عدة مصادر.. و تصب كليا في اتجاه المدينة الهادئة.. و أزقتها القديمة و مساجدها العتيقة.. محتلة الساحات العامة و البيوت المغلقة و المفتوحة في نفس الوقت.. متسللة داخل الأعماق البشرية.. شعور غريب حقا يمتلك الانسان الآتي من بعيد و الذي يعيش تلك السويعات الجميلة في تلك الليالي الصيفية القصيرة


 فان ليالي ندرومة في الصيف لا يوجد لها مثيل على الاطلاق في أي مكان آخر.. و تبدو المدينة.. في بداية المساء الى ساعة متأخرة من الليل و كأنها مغشاة بستارسحري معبق.. يلف أركان المدينة بنفحاته اللطيفة و المعطرة.. أنفاس عجيبة ناشئة من مزيج عذب و ثاقب لهواء نقي و خفيف..  نازل من جبال »فلاوسن »الشامخة المحيطة بالمدينة و من الغابات المجاورة من أشجار الصنوبر و البلوط والخروب و الدردار و اللوزو ساسنو و انواع أخرى من الأشجار المثمرة و الأعشاب الطبية المتنوعة مثل فلايو و نوخا و الشيح و الريحان و الخزامى..  بالاضافة الى أريج زكي و الروائح الطيبة  المتصاعدة من حدائق الزهور التابعة للمنازل الفردية داخل المدينة.. حيث يهوى السكان الندروميون زراعة الورود و الزهور الجميلة العبقة و كذا الأشجار و النباتات المعطرة.. كشجر الليمون و الياسمين و مسك الليل و الحبق و القرنفل بمختلف أنواعه.. يضاف الى ذلك المزيج العذب و الخفي.. جرعات قوية من حنين الماضي الشيق و الخالد و المتجدد عبر التقاليد الاجتماعية و الثقافية الأصيلة  

cartedenedroma001.jpg 








 بقلم محمد نيار

0 comments:

إرسال تعليق